بعد كل هذا التطور والتقنيات… ما هو القادم في مجال الحوسبة ؟

معلومات عامة  -  بواسطة:   اخر تحديث:  2020/10/24
بعد كل هذا التطور والتقنيات… ما هو القادم في مجال الحوسبة ؟

بما أنّك تقرأ هذا المقال فأنت تملك هاتفًا ذكيًا، أو حاسوبًا منطقيًا أليس كذلك؟ حسنًا… كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟ بل قبل ذلك، هل تعرف مما يتكون هاتفك بالضبط؟ أو من هم أسلافه؟


لقد وصلنا إلى هذه المرحلة من التطوير، وأغلبنا لا يملك فكرة واضحة عن المراحل السابقة التي مهدت الطريق لوصولنا إلى الهواتف الذكية، الروبوتات وغيرها الكثير من تقنيات عصرنا المذهلة. دعنا من كل هذا، سوف آخذكم في رحلة في عصر الحوسبة، منذ البداية وصولًا إلى يومنا هذا!


تمر الصناعة الحاسوبية بدورتي حياة مستقلتين: الدورة المالية والإنتاجية، كان هناك العديد من الجدل مؤخرًا حول أين نحن في الدورة المالية. تحصل الأسواق المالية على الكثير من الاهتمام، وتتقلب بشكل لا يمكن التنبؤ به في معظم الأحيان، أمّا دورة الإنتاج فلا تحصل على المقدار نفسه من الاهتمام، رغم أنّها ما يدفع هذه الصناعة إلى الأمام.


تعزز دورات المنتجات التقنية التفاعل بين المنصّات (أي بيئة عمل التطبيق) والتطبيقات، حيث تمهد المنصّات الطريق لتطبيقات جديدة، مما يجعل بدوره المنصّات ذات أهمية أكبر. تحدث دورات المنتجات التقنية الصغيرة بشكل مستمر، وكل مرة في فترة زمنية معينة – لنقل ما بين 10 إلى 15 سنة – تبدأ دورات جديدة كبرى تعيد تشكيل المفاهيم الحاسوبية كليًا.


على سبيل المثال، مكّنت الحواسيب المستثمرين من ابتكار معالجات النصوص، جداول البيانات وتطبيقات سطح المكتب الأخرى، وكذلك مكّن اختراع الإنترنت من وجود محركات البحث، التجارة الإلكترونية، البريد الإلكتروني والمراسلة، شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها الكثير من التطبيقات التي لا تعد ولا تحصى في وقتنا الحالي، أمّا الهواتف الذكية فقد مكنتنا من استخدام الرسائل النصية، خدمات التواصل الاجتماعي، والخدمات الفورية مثل المشاركة الفورية. واليوم، نحن في منتصف عصر الهواتف المحمولة، ولا تعلم ما هي الابتكارات الجديدة التي قد تفاجئنا في المستقبل القريب في مجال الحوسبة.


أمّا عن عصر هذه المنتجات فكذلك يمر بمرحلتين: مرحلة التقديم عندما يتم طرح المنصة للمرة الأولى، حيث تكون غالية الثمن ومن الصعب التعامل معها، ومرحلة التطوير عندما يتم طرح منتج جديد يحل تلك المشكلات.


بدأت مرحلة تقديم الإنترنت في الثمانينيات والتسعينات، أمّا مرحلة التطوير فبدأت مع إطلاق متصفح “Mosaic web browser” عام 1993 وما زالت هذه المرحلة مستمرة إلى الآن!


ورغم وجود الهواتف المحمولة منذ التسعينات وبداية الألفية الجديدة مثل أجهزة بلاكبيري، فلم تبدأ مرحلة التطوير بشكل فعلي إلّا عام 2007-2008 مع إطلاق أجهزة آيفون وأندرويد، ومنذ ذلك الحين انتشرت الهواتف المحمولة بشكل كبير، قرابة 2 مليار شخص يمتلكون هواتف محمولة اليوم، وبحلول 2020 سيمتلك 80% من السكان هاتفًا محمولًا.


في حال تكرر نمط 10-15 سنة، فنحن على عتبة عصر جديد في مجال الحوسبة جديد ويجب أن يدخل مرحلة التطوير خلال السنوات القليلة القادمة، بالتالي نحن الآن في مرحلة التقديم!


المكونات المادية: صغيرة، رخيصة وواسعة الانتشار


بعد كل هذا التطور والتقنيات… ما هو القادم في مجال الحوسبة ؟


كما تعلمنا سابقًا وسمعنا أنّ الحواسيب كانت في بدايتها تحتاج إلى غرف كبيرة لاحتوائها! من الصعب التصديق وخاصةً في حال كنت تقرأ هذه المعلومات من على جهازك اللوحي، أو تمتلك ساعة ذكية، أليس كذلك؟


حسنًا، لم يحدث هذا التغير بين ليلة وضحاها بالطبع، فقد بدأ الأمر منذ الخمسينيات إلى وقتنا هذا، وربما خلال عدة سنوات سوف نستغني عن كل هذه القطع والأجهزة وستكون الحواسيب ضمن أدمغتنا… أمر مثير للاهتمام وبعيد المنال صحيح؟ ليس بالضرورة!


الآن نحن على أبواب عصر جديد حيث تستمر المعالجات والحساسات بالتضاؤل أكثر وثمنها يصبح أقل … إلى أن نصل لعدد حواسيب يفوق عدد البشر!


في عصرنا هذا يتم الانتقال من وحدات المعالجة المستقلة إلى حزم الشرائح التي تعرف باسم “نظام على شريحة” systems-on-a-chip.


ومنه إلى المتحكمات الصغرية ومعالجات الجرافيك GPUs… وصولًا إلى الحوسبة الكمومية quantum computing! حيث توجد الحواسيب الكمومية حاليًا في المختبرات الكبرى، وفي حال تم تسويقها تجاريًا في المستقبل فسوف تشكل تطورًا هائلًا في الأداء في مجال الخوارزميات، مثل خوارزميات الذكاء الاصطناعي والبيولوجيا!


ويمكنكم الاطلاع أكثر على آلية الحوسبة الكمومية في هذا الفيديو القصير:


المكونات البرمجية: العصر الذهبي للذكاء الاصطناعي


بعد كل هذا التطور والتقنيات… ما هو القادم في مجال الحوسبة ؟


ما يعد أهم إنجاز برمجي حاليًا هو الذكاء الاصطناعي AI، عبر التاريخ الطويل من الضجة والحماس وخيبات الأمل!


تنبأ آلان تورنغ “Alan Turing” بنفسه أنّ الآلات ستكون قادرة على محاكاة البشر بحلول عام 2000.


وعلى حد قول المدير التنفيذي في غوغل، سوندار بيشاي “Sundar Pichai” : “الأساس هو تعلم الآلة، الطريقة الجديدة التي نعيد من خلالها التفكير بكل ما نفعله.”


باستخدام التعلم العميق تتزايد دقة الخوارزميات بشكل كبير، وفي 2015 تجاوزت أداء البشر حتى! أصبحت العديد من الأوراق البحثية، حزم البيانات، والأدوات البرمجية المرتبطة بالتعلم العميق مفتوحة المصدر، مما سمح للأفراد والمنظمات الصغيرة ببناء تطبيقات قوية. تطبيق “WhatsApp” على سبيل المثال، الذي يخدم حوالي 900 مليون مستخدم، تم بناؤه بمشاركة 50 مهندسًا فقط، في حين تطلب الأمر آلاف المهندسين لبناء الأجيال السابقة من تطبيقات المراسلة قبل استخدام التعلم العميق.


وتأثير “WhatsApp” يحدث الآن مع الذكاء الاصطناعي. تجتمع الأدوات البرمجية مثل Theano و TensorFlow مع مراكز البيانات السحابية، ووحدات معالجة الجرافيك الرخيصة، وفرق صغيرة من المهندسين لبناء أنظمة ذكاء اصطناعي مبتكرة.


وعلى سبيل المثال، يعمل مبرمج باستخدام “TensorFlow” على تلوين صور بالأبيض والأسود:


https://img.readitlater.com/direct?resize=w2000&url=https%3A%2F%2Fcdn-images-1.medium.com%2Fmax%2F1600%2F1%2AL6cT-HQMC-mc34kJ450pdA.png


وفي موقع getpocket.com أيضًا مشروع (what-s-next-in-computing) صغير بالزمن الحقيقي real-time للتعرف على الأجسام:


بعد كل هذا التطور والتقنيات… ما هو القادم في مجال الحوسبة ؟


تصبح أنظمة الذكاء الصنعي أفضل كلما تم جمع بيانات أكثر، مما يؤدي إلى نشوء حلقة تأثير بيانات الشبكة (المزيد من المستخدمين -< المزيد من البيانات-< منتجات أفضل-< المزيد من المستخدمين). استخدم تطبيق Waze للخرائط تأثير بيانات الشبكة لإنتاج خرائط أفضل من منافسيه! وسوف تتبع شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة استراتيجيات مماثلة.


ما يهم هو المزج بين المكونين!


هنالك العديد من منصات الحوسبة في مرحلة التقديم الآن، وسرعان ما ستدخل مرحلة التطوير؛ وذلك لدمجها بين تحديثات المكونات المادية والبرمجية الحالية.


وإليك بعض هذه المنصات:


السيارات: تستثمر الشركات الكبرى مثل غوغل، آبل، أوبر وتيسلا موارد كبيرة في السيارات ذاتية القيادة. السيارات نصف ذاتية القيادة مثل Tesla S متوفرة للعامة وسوف تتطور بسرعة كبيرة، لتصبح ذاتية القيادة كليًا، وهذا التطوير لن يستغرق أكثر من 5 سنوات.


بعد كل هذا التطور والتقنيات… ما هو القادم في مجال الحوسبة ؟


إنترنت الأشياء IoT: الاستخدام الواضح لأجهزة IoT توفير الطاقة والأمان مثل منظم حرارة نيست Nest وكاميرات مراقبة نيست Dropcam، والملائمة مثل مكبر صوت Echo من أمازون الذي تتحكم به عن طريق الصوت.


الحواسيب التي يمكن ارتداؤها: ما يحد من استخدام هذه الحواسيب أسباب مثل البطارية، الاتصالات والمعالجة، ومن الأجهزة التي نجحت حتى الآن تلك التي تركز على تطبيقات محددة مثل: مراقبة الحالة الصحية، ومع تطور المكونات المادية فستتطور هذه الأجهزة أكثر فأكثر لتدعم نطاق واسع من التطبيقات.


الواقع الافتراضي VR: مثل نظام الواقع الافتراضي Oculus Rift الذي أطلق عام 2016!


بعد كل هذا التطور والتقنيات… ما هو القادم في مجال الحوسبة ؟


إذًا، ماذا عن مستقبل مجال الحوسبة ؟


قد يقول البعض أنّا قد انتهينا من عصر الهواتف الذكية، وانتهت مرحلة الدورات الكبرى! ومن المحتمل أنّنا لن ندخل العصر الجديد للتحديث في أي وقت قريب، أو أنّ بضعة فئات فقط مما ذكرته سابقًا ستصبح ذات أهمية مستقبلية.


ولكن، الاحتمال المرجح أنّنا على أعتاب عدة حقب جديدة وليس واحدة فقط! التطوير البرمجي وخاصةً الذكاء الصنعي سيجعل الأجهزة المحمولة أكثر ذكاءً وفائدة… وربما لن نحتاج الأجهزة الذكية في الأصل.


سأخبركم لماذا؟


 ومن كل ما سبق الحديث عنه، يمكننا الحديث عن حوسبة الدماغ البشري! أجل هنالك من يعمل على تحقيق هذا.


ما نقصده بحوسبة الدماغ البشري صنع واجهات بينية تربط الدماغ والحاسوب والهدف منها أن تسمح للبشر بالاتصال مباشرة بما يسمى “النسخة الرقمية منك”.


وهذا بالضبط هدف شركة نيورالينك “Neuralink” التي أطلقها المدير التنفيذي لشركتي سبيس أكس وتسلا موتورز، إيلون موسك “Elon Musk”.


بالطبع ما زالت التقنيات التي سوف تستخدم قيد التطوير والدراسة لتفادي المخاطر المحتملة للعبث بالدماغ البشري… ولكن أعتقد أنّ المستقبل يبدو واعدًا جدًا…


العديد من التقنيات الحالية في مجال الحوسبة كانت تعتبر سابقًا حلمًا أو مستحيلة، ولكن معظم ما كنا نحلم به منذ سنوات قد تحقق أو قيد التحقيق… وكذلك الأمر بالنسبة للعديد من التكنولوجيا المستقبلية التي ذكرتها سابقًا، سنكون قادرين على الحصول عليها في المستقبل القريب.