لا، آسف! لا يُمكنك وضع هذا المقال في المفضلة والعودة للفيسبوك مرّة أخرى، فأنت بهذه حال تضيع وتُضيِّع من نفسك بالتصوير البطيء، رُبما تبتعد هذه المُقدمة عن فحوَى الموضوع، ولكنهُ التأجيل يا صاحبي!
أنت لو حفظت هذا المقال في المُفضَلَة، وحفظت منشور تعليمي على الفيسبوك، وحفظت رابط موقع بحث عن الكورسات ستتحوًّل كل هذه المحفوظات لهم فوق قلبك، هذا الهم هو العمل المؤجل؛ لأن العمل المؤجل يحتاج لوقت لإتمامه ومزاج جيّد، وحينما تُركّز وتُحلل الوضع.. ستجد أنك لا تملك الإثنين، لأنك اضعت الوقت علي الفيسبوك ونصف ساعة هنا ونصف ساعة هناك، وعكرت المِزاج بتحميل نفسك فوق طاقتها.
لكُل إنسان سعر وقيمة، رُبما يبدو كلامي شاذاً قاسيًا في اللحظة الأولى، لكنك لن تُفكر كثيرًا قبل أن تستنتج منطقيتُه، فالإنسان المُرمَز له بـ (أ) يعيش حياة أفضل من حياة (ب) لماذا؟ لأن (أ) يمتلك أموالاً أكثر؟ حالته الإجتماعيّة أفضل؟ أجل، لكن نحنُ الآن ننظر فقط إلى السطح!
كيف وصل (أ) لهذا وكيف وصل (ب) لهذا؟ – مبدأيًا (أ) كان لا يؤجل أعماله ويُكوِّمها – كل منهم كوفئ نظير مجهوده الذي بذله طوال حياته، مهاراته التي طوّرها، مواهبه التي لم يُهملها، كُل نشاط قام به في حياته وكل أمر إهتم به، من أصغر الأمور لأكبرها، كلها عوامل حددت ورسمت حياة الإثنين وشكلت الفروق بينهم.
من المُقدمة أعلاه، نستنتج أن للمهارات والجهد المبذول أهميًة عُظمى لأنها شكلت الفروق الجوهرية بين الشخصين الذين فرضنا وجودهم، فالشخص العظيم الذي تراه أمامك وتحسده على حاله، هو شخص طوّر مهارة، أو أثقل موهبة، وفي كلتا الحالتين بذل جهدًا عظيمًا، إذاً، ما الفرق بين المهارة، والموهبة؟
المهارة هي الإمكانية المُكتسبة لفعل شيءٍ مُعيّن كالتصوير، الكتابة، الرسم مثلًا وتُكتسب بعوامل معينة سنناقشها لاحقًا، أما الموهبة فهي الإمكانية التي ولد بها الشخص، ولكنّي لا أعتقد ان هناك وجود للموهبة، قأنا مثلًا لم أعتقد أني موهوب في الكتابة.
أنا لديّ المهارة فقط وابذل مجهود يتجسّد في كتابة هذه المقالة فينتُج عن هذا تطور في مستواي وتحسّن سواء في ربط الأفكار أو سرعة الكتابة أو قلّة الأخطاء، ومن هذا نتوصل إلى أن المجهود المبذول هو المُطوّر الرئيسي للمهارة ويتمثل هذا المجهود في المِران والممارسة والتحليل. تنقلنا هذه النقاط لبضع نقاط أساسيّة وهي:
ما المهارات الواجب تطويرها؟
كلما زادت مهاراتك زاد سعرك، سواء في سوق العمل أو بشكل عام، يجب عليك تطوير مهارات تساعدك في عملك، فإن كنت صحفيّ سيجدر بك تطوير مهارات كالتصوير والكتابة، وإن كنت صاحب عمل سيجدر بك تطوير مهارات الإدارة والتسويق، أما إن كنت سعيد الحظ ولازلت في فترة الدراسة فسيجدر ويجب عليك تطوير مهارة المذاكرة وبجانبها مهارة تساعدك في تحقيق الدخل مثل الكتابة، التصوير أو حتى الرسم.
كيف تختار المهارة الواجب عليك تطويرها؟
الشغف، كل إنسان لديه شغف باتجاه شيء معين، حتى لو شغف بسيط، فقط إتبع شغفك وطوّر مهارة تستمتع وأنت تقوم بها، كما فعلت أنا مع الكتابة وفعل غيري مع الرسم وآخر مع تطوير الويب، وحوّل الشغف لمهارة ومن ثم لوظيفة.
كيف تُطوّر المهارة؟
تُطوّر المهارة بالتدريب المستمر والمران، وأنا هنا لا أدعو القارئ لترك حياته وعمله والذهاب للعمل على تطوير مهارة. لا، المهارة يمكن تطويرها في أوقات الفراغ، في نصف ساعة عمل فقط يوميًا فقط لا تمارس يومًا وتُهمل يومًا.
يجب عليك تطوير مهارة لأنها يُمكن أن تكون حلًا آخرًا إن أسودّت الدنيا في وجهك وتؤهلك للعمل بها، عوضًا عن أن المهارات الشخصية ستفيدك في حياتك بشكلٍ أو بآخر.
المذاكرة
المذاكرة، وإن كنت في فترة الدراسة، أو غيرها مهارة تستحق التطوير، فمهارة المذاكرة ستزيد ثقتك في نفسك، ومع تطويرها ستطوّر مهارات مثل الإعتماد على الذات، تنظيم الوقت والمهام، يجب عليك المذاكرة لساعتين يوميًا على أقل تقدير، حقيقةً هذا سيُساعدك.
تنظيم الوقت والمهام
تنظيم الوقت لا يرتبط ضرورةً بجداول مُعلّقة في غرفتك وإرهاق للأعصاب، فقط تعامَل مع الأمر بنظام المهام، لدي مهمتين هما كتابة مقال ومشاهدة فيلم، ويجب أن انتهي من الإثنين مهما حصل.
