الأنبياء والرسل
الأنبياء والرسل -عليهم الصّلاة والسّلام- هم خير البشر، اصطفاهم الله تعالى؛ لتبليغ رسالته ودعوة الناس إلى توحيده، واجتناب الشرك في عبادته، وميّزهم الله تعالى بصفاتٍ عديدةٍ؛ كالصدق، إذ إنّهم مكلّفون بتبليغ الرسالة من الله تعالى للناس، فالإيمان بهم يقتضي تصديقهم بكلّ ما يقولون؛ ولذلك فطرهم الله تعالى على الصدق، وجعله مُلازماً لهم منذ الطفولة وحتى الممات، وممّا يُدلّل على ذلك؛ مناداة كفار قريش الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- بالصادق الأمين قبل البعثة، وممّا وطّد ثقة الناس بالأنبياء والرسل؛ اتصافهم جميعاً بخُلُق الأمانة، فمن دونها لا تسكن القلوب ولا تطمئن النّفوس للداعي، وبالتالي لا يكون الاتباع والطاعة، والأنبياء والرسل كانوا مؤتمنين على الوحي بتبليغ رسالة ربهم كما نزلت إليهم دون تحريفٍ، أو تغييرٍ، أو زيادةٍ، أو نقصانٍ، كما قال تعالى عن قولهم لأقوامهم: (إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ)،
رسول قوم عاد
هو نبيّ الله هود بن عبدالله بن رباح بن الجارود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السّلام، ويُقال أنه هود بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السّلام، وهو نبيٌّ عربيٌّ، وهو من العرب الذين كانوا موجودين قبل إسماعيل عليه السّلام، ويُسمّون بالعرب العاربة، ويُقال إنّه أول من تكلم اللغة العربيّة، وقد أرسله الله تعالى إلى قومٍ اسمهم عاد، وكان قوم عادٍ يسكنون في وَادٍِ اسمه مُغِيث في منطقة مُطلة على البحر تُدعى الشِّحْرُ، بالقرب من حضرموت في اليمن، وكانت الخيام ذات الأعمدة العظيمة مساكناً لهم؛ ولذلك قال تعالى:(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ* إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ)،
معجزة هود عليه السّلام
بالرّغم من وجود معجزةٍ مؤيّدةٍ لهود -عليه السّلام- وآيةٍ على صدقه، إلا أنّها لم تُذكر بصورةٍ صريحةٍ في القرآن الكريم، ولكنّ بعض العلماء قالوا: ربّما كانت معجزته -عليه السّلام- بأنّه وعد قومه بأن يفتح الله عليهم أبواب رحمته ويرزقهم رزقاً وفيراً، ولا تنالهم مصيبةٌ ولا نكبةٌ، وهذه المعجزة خارقةٌ لعادة النِّعَم في الأمم، وقال آخرون: إنّ معجزة هودٍ كانت تحدّيه لقومه على الرغم من كثرتهم و قوتهم وبطشهم، حيث قال تعالى على لسان هود لقومه: (فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ)،
قصة هود عليه السّلام
بدأ هود -عليه السّلام- دعوته لقومه بتوضيح القضية الأهم؛ وهي التوجّه إلى لله تعالى وحده بالعبادة وترك عبادة الأوثان، وخاطبهم -عليه السّلام- خطاب الناصح المشفق الأمين، كما قال تعالى: (أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ)،
المراجع
- 1 - سورة الشعراء، آية: 107. .
- 2 - سورة المائدة، آية: 67. .
- 3 - سورة لقمان، آية: 17. .
- 4 - الفرق بين الرسول والنبي , www.alukah.net , 12-5-2018. بتصرّف. .
- 5 - سورة الفجر، آية: 6-7. .
- 6 - سورة الأعراف، آية: 65. .
- 7 - ابن كثير، <i> " البداية والنهاية " , ، صفحة 282-283، جزء 2 , ابن كثير، .
- 8 - سورة هود، آية: 55. .
- 9 - توضيح حول معجزة هود عليه السلام , fatwa.islamweb.net , 12-5-2018. بتصرّف. .
- 10 - سورة الأعراف، آية: 68. .
- 11 - سورة هود، آية: 52. .
- 12 - سورة هود، آية: 54-56. .
- 13 - سورة الشعراء، آية: 136. .
- 14 - سورة الأعراف، آية: 71. .
- 15 - سورة الذاريات، آية: 41. .
- 16 - قصة هود عليه السلام في القرآن , articles.islamweb.net , 12-5-2018. بتصرّف. .